فِرَق و لاعبين سعوديين حققو إنجازات في الرياضات الإلكترونية

سليمان سعود
2 أكتوبر 2025

شهدت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة نهضة غير مسبوقة في مجال الرياضات الإلكترونية، حيث تحولت من مجرد مشارك إلى منافس عالمي يحصد البطولات ويصنع النجوم، هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة رؤية استراتيجية واضحة ضمن أهداف رؤية المملكة 2030، التي أولت اهتمامًا كبيرًا بالتقنية والترفيه، واعتبرت الرياضات الإلكترونية جزءًا من مستقبل الاقتصاد والثقافة السعودية.

في قلب هذا التحول، برز عدد من اللاعبين السعوديين الذين أصبحوا رموزًا عالمية في ألعاب مثل FIFA وCall of Duty وPro Evolution Soccer. من بينهم مساعد الدوسري، الذي يُعد من أبرز الأسماء في تاريخ الرياضات الإلكترونية السعودية، بعد أن حقق كأس العالم للعبة FIFA عام 2018، وأسّس فريق Falcons الذي أصبح من أقوى الفرق عالميًا، كذلك عبدالعزيز الشهري، الذي نافس على أعلى المستويات منذ أكثر من عقد، وبدر حكيم الذي حصد الذهب في لعبة PES منذ عام 2005، حين كانت الرياضات الإلكترونية لا تزال في بداياتها.

ولم تقتصر الإنجازات على الأفراد فحسب، بل امتدت إلى الفرق السعودية التي أثبتت جدارتها في البطولات العالمية، فريق Falcons على سبيل المثال فاز بكأس العالم للرياضات الإلكترونية لعامي 2024 و2025، متفوقًا على فرق من كوريا وأمريكا وأوروبا، وحقق جوائز مالية ضخمة جعلته في صدارة التصنيف العالمي، أما فريق Twisted Minds فقد تألق في ألعاب التصويب مثل Warzone، وحقق لقب كأس العالم عام 2025، بفضل تنسيق لاعبيه وتكتيكاتهم المتقدمة.

هذه الإنجازات لم تمر مرور الكرام، بل حظيت بدعم كبير من القيادة السعودية، وعلى رأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي كرّم اللاعبين وأطلق مبادرات لتأهيل الشباب السعودي في هذا المجال، كما ساهم الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية في تنظيم بطولات ضخمة مثل Gamers8، وإنشاء أكاديميات تدريبية في مختلف المدن، مما أتاح الفرصة لظهور جيل جديد من اللاعبين الموهوبين.

ومع هذا الزخم، بدأت الرياضات الإلكترونية تأخذ مكانها الطبيعي في المجتمع السعودي، حيث أصبحت خيارًا مهنيًا حقيقيًا للشباب، وبدأت تدخل ضمن المناهج التعليمية في بعض المؤسسات، كما أن الإعلام المحلي بدأ يسلط الضوء على هذه النجاحات، مما ساهم في رفع مستوى الوعي العام، وتعزيز ثقافة المنافسة والاحتراف.

ورغم التحديات التي واجهها اللاعبون السعوديون في البدايات، مثل ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى البطولات العالمية، إلا أنهم استطاعوا تجاوزها بالإصرار والتدريب والدعم المؤسسي، واليوم تقف السعودية على أعتاب مرحلة جديدة، حيث يُتوقع أن تصبح مركزًا عالميًا ليس فقط في المنافسة بل في تطوير الألعاب الإلكترونية نفسها، بفضل الجيل الجديد الذي يجمع بين المهارة التقنية والذكاء الاصطناعي والتحليل الرقمي.

إن قصة الفرق واللاعبين السعوديين في الرياضات الإلكترونية ليست مجرد إنجازات رياضية، بل هي انعكاس لتحول ثقافي واقتصادي عميق، جعل من المملكة لاعبًا رئيسيًا في ساحة عالمية كانت يومًا ما بعيدة المنال، ومع استمرار هذا الدعم والتطور يبدو المستقبل واعدًا أكثر من أي وقت مضى.

 

 

 

تعود ملكية الصور أدناه إلى المطور 

اضف تقييم
سلة التسوق
//